مالك الحزين وأمّ مغازل

(أخذها المؤلّف من قصص الأطفال من الأدب السوفياتيّ لتلاميذه في الصفّ السابع أساسيّ)

   يُحكى أنّه كان يعيش في مستنقع، مالكٌ الحزين وأمّ مغازل – أنثى اللّقلق – وقد بنى كلّ منهما بيته على إحدى ضفّتي المستنقع؛ فسئم مالك الحزين الوحدة والانفراد، وبدا له أن يجد شريكة له فقال في نفسه:

سأَهبّ فأطلب يدَ أمّ مغازل. وجعل يسير فيجري في الماء تارة ويتخبّط في الوحل طورًا، طوال سبعة فراسخ.

وأخيرًا بلغ بيت جارته فسأل:

  • هل أنت في البيت يا أمّ مغازل؟
  •  نعم.
  • هل تتزوّجينني؟

    -   كلا يا مالك الحزين، لا أقبل ذلك؛ فإنّ ساقيك قصيرتان وثوبك طويل جدًا، وأنت لا تُحسن الطيران، وعدا ذلك كلّه فليس لديّ ما أطعمك إيّاه!

   فغضب مالك الحزين وعاد إلى بيته، وطفقت أمّ مغازل تفكّر: إنّه لخير لي أن أتزوّج مالك الحزين من أن أعيش وحيدةً حزينة؛ وذهبت لزيارة جارها وقالت له:

   - يا مالك الحزين هل تتزوّجني؟

فأجابها:

  - كلا يا أمّ مغازل لست بحاجة إليك! إنّني لا أريد أن أتزوّج ولن أتزوّجك! فإليكِ عنّي! فخجلت أمّ مغازل وعادت إلى بيتها باكيةً منتحبةً.

وما كادت تغيب عن أنظاره حتّى أخذ يقول:

  • لقد أخطأت برفضي الزواج من أمّ مغازل، فما أسأمَ حياة الانفراد!

ولحق بها حتّى إذا وافاها خاطبها بقوله:

  • لقد قرَّرت أن أتزوّجك يا أمّ مغازل فكوني امرأتي.

فأجابت:

  • كلا يا مالك الحزين لن أتزوّجك!

فرجع مالك الحزين على أعقابه.

وبدأت أمّ مغازل تفكّر لماذا رفضت طلبه:

  •  ما أتعس حياة الوحدة! الأفضل أن أتزوج مالكًا الحزين.

وعادت إليه تُعْلِمه قبولها إيّاه زوجًا لها، ولكنّ مالك الحزين كان قد عدَلَ عن الزواج.

وهما لا يزالان حتّى اليوم يسعى كلّ بدوره إلى رفيقه دون أن يستطيعا الزواج أبدًا.

                              ترجمة- قدري قلعجيّ